الأربعاء، 30 مارس 2016

حقيقه


حقيقه



ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟية ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻪ  ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ .. ﻭﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ !!
ﻭﺃﺧﺬ ﻳُﺸﻴﺮ  ﻟﻠﺼّﻴﺪﻻﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻷﺧﺬ ﺍﻟﻮﺻﻔﺔ  ﻟﻴﺼﺮﻑ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ، ﻭﻟﻜﻦّ ﺍﻟﺼّﻴﺪﻻﻧﻲ ﺭﻓﺾ ﻭﻏﻀﺐ !! ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﻛﻴﻒ ﻟﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺼَّﻴﺪﻻﻧﻲ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﻷﺻﺮﻑ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﺪّﻭﺍﺀ  ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺑﺤﺎﺟﺘﻪ !!
ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖُ ﺑﺼﺎﺣﺐ ﺑﻘﺎﻟﻪ .. ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖُ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ .. ﺃﻧﺎ .. ﻭﺃﻧﺎ .. ﻭﺃﻧﺎ .. ﻓﺄﺷﺎﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﺮَّﺟﻞ ﻣﺮَّﺓ ﻭﻣﺮَّﺗﻴﻦ , ﻭﻗﺎﺑﻠﻪ ﺑﺎﻟﺮَّﻓﺾ !! ﻭﺃﻧّﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻦ " ﻗﺼﺮﻩ ﺍﻟﻌﺎﺟﻲ " ﻟﻴﺼﺮﻑ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺪﺍﻭﺀ , ﻭﺇﺫ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓٍ ﻋﺠﻮﺯ ﺗﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ .. ﻟﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ  ﺍﻟﻤُﺘﺤﺮِّﻙ .. ﻟﻴﺮﻛﺐ " ﺇﺑﻨﻬﺎ  ﺍﻟﻤﻌﺎﻕ " ﻭﻳﺼﺮﻑ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ !!! ﻭﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﻴَّﻠﻮﺍ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺼَّﻴﺪﻻﻧﻲ ..
اشراقة :
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً .... ﻧﺘﺴﺮَّﻉُ ﻓﻲ ﺗﺼﺮُّﻓﺎﺗﻨﺎ ﻭﻧﺼﻞ ﻟﻠﺠﺮَﺡ !!
ﻭﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﺳﺒَﺐ ﻫﺪﻭﺀ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺻَﻤﺘﻬﻢ !!
ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻧﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ !!
ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻧُﺤﺎﺳﺐُ ﺃﻧﺎﺳﺎً ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺫﻧﺐٌ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ !!
ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻧﺪَّﻋﻲ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﻖ ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﻖَّ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻨﺎ !!
ﻭﺃَﻛﺜﺮ ﻣَﺎ ﻗﺪ ﻳُﺆﻟﻤﻨﺎ :
" ﻫِﻲَ ﺗِﻠﻚَ ﺍﻷﺷﻴَﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻧُﺪﺭﻙ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻮَﺍﺕ ﺃﻭﺍﻧﻬﺎ "

يستند الارهاب الى ما ورد في سورة التوبة المباركة جهلا منهم لمعاني ومقاصد الايات المباركة لقطع الرؤس وتدمير معالم الحياة ونشر فتاوى فاسقة ممن خلت جماجمهم من اي علم او ركن وثيق .......الأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل

يستند الارهاب الى ما ورد في سورة التوبة المباركة
جهلا منهم لمعاني ومقاصد الايات المباركة
لقطع الرؤس وتدمير معالم الحياة
ونشر فتاوى فاسقة
ممن خلت جماجمهم من اي علم او ركن وثيق
الأَمْثَلُ في تفسير كتابِ اللهِ المُنزَل
طبعة جديدة منقّحة مع إضافات
تَأليف
العلاّمة الفقيه المفسّر آية الله العظمى
الشَيخ نَاصِر مَكارم الشِيرازي
المجَلّد السادس
[5]
الآيات
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَـرَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَهِهِمْ يُضَـهؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ قَـتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَـنَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَـهاً وَحِداً لاَّإِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَـنَهُ عمّا يُشْرِكُونَ(31) يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ اِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَـفِرُونَ(32) هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الَّدِينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ(33)
التّفسير
شرك أهل الكتاب:
كان الكلام في الآيات المتقدمة بعد الحديث عن المشركين وإِلغاء عهودهم وضرورة إزالة دينهم ومعتقداتهم الوثنية يشير بعد ذلك إِلى أهل الكتاب وقد حدد الإِسلام لهم شروطاً ليعيشوا بسلام مع المسلمين، فإنّ لم يفوا بها كان على المسلمين أن يقاتلوهم.
[6]
وفي الآيات محل البحث بيان لوجه الشبه بين أهل الكتاب والمشركين، ولا سيما اليهود والنصارى منهم، ليتّضح أنّه لو كان بعض التشدد في معاملتهم، فإنّما هو لإِنحرافهم عن التوحيد، وميلهم إِلى نوع من الشرك في العقيدة، ونوع من الشرك في العبادة.
فتقول الآية الأُولى من الآيات محل البحث: 
(وقالت اليهود عزيزٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون).
* * *
بحوث
1 ـ من هُوَ عزيرٌ؟!
«عزير» في لغة العرب هو «عزرا» في لغة اليهود، ولمّا كانت العرب تغيّر في بعض الكلمات التي تردها من لغات أجنبية وتجري على لسانها، وذلك كما هي الحال في إِظهار المحبّة خاصّة فتصغر الكلمة، فصغرت عزرا إِلى عُزير، كما بُدلت كلمة يسوع العبرية إِلى عيسى في العربية، ويوحنا إِلى يحيى.(1)
وعلى كان حال، فإن عزيراً ـ أو عزرا ـ له مكانة خاصّة في تاريخ اليهود، حتى أن بعضهم زعم أنّه واضع حجر الأساس لأُمّة اليهود باني مجدهم وفي الواقع فإنّ له خدمةً كبرى لدينهم، لأنّ بخت نصر ملك بابل دمر اليهود تدميراً في واقعته المشهورة، وجعل مُدُنَهم، تحت سيطرة جنوده فأبادوها، وهدموا معابدهم، وأحرقوا توراتهم، وقتلوا رجالهم، وسبوا نساءهم، وأسروا أطفالهم، وجيء بهم إِلى بابل فمكثوا هناك حوالي قرن.

1 ـ المراد من التصغير عادةً هو بيان كون الشيء صغيراً في قبال شيء آخر كبير، مثل رجيل المصغر عن رجل، لكن للتصغير أغراضاً بلاغية منها إِظهار المحبّة وغيرها، كما في اظهار الرجل محبته لولده فيصغّر إِسمه.

ولما فتح كورش ملك فارس بابل جاءه عزرا، وكان من أكابر اليهود، فاستشفعه في اليهود فشفّعه فيهم، فرجعوا إِلى ديارهم وكتب لهم التّوراة ـ ممّا بقي في ذهنه من أسلافه اليهود وما كانوا قد حدّثوا به ـ من جديد.
ولذلك فهم يحترمونه أيما احترام، ويعدّونه منقذهم ومحيي شريعتهم.(1)
وكان هذا الأمر سبباً أن تلقبه جماعة منهم بـ «ابن الله» غير أنّه يستفاد من بعض الرّوايات ـ كما في الإِحتجاج للطبرسي ـ أنّهم أطلقوا هذا اللقب احتراماً له لا على نحو الحقيقة.
ولكنّنا نقرأ في الرّواية ذاتها أنّ النّبي سألهم بما مؤدّاه (إذا كنتم تُجلّون عزيراً وتكرمونه لخدماته العظمى وتطلقَون عليه هذا الاسم، فعلامَ لا تسمّون موسى وهو أعظم عندكم من عزير بهذا الاسم؟ فلم يجدوا للمسألة جواباً وأطرقوا برؤوسهم)(2).
ومهما يكن من أمر فهذه التسمية كانت أكبر من موضوع الإِجلال والإِحترام في أذهان جماعة منهم، وما هو مألوف عند العامّة أنّهم يحملون هذا المفهوم على حقيقته، ويزعمون أنّه ابن الله حقّاً، لأنّه خلصهم من الدمار والضياع ورفع رؤوسهم بكتابة ا لتوراة من جديد.
وبالطبع فهذا الإِعتقاد لم يكن سائداً عند جميع اليهود، إلاّ أنّه يستفاد أنّ هذا التصّور أو الإِعتقاد كان سائداً عند جماعة منهم، ولا سيما في عصر النّبي محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)، والدليل على ذلك أنّ أحداً من كتب التاريخ، لم يذكر بأنّهم عندما سمعوا الآية آنفة الذكر احتجوا على النّبي أو أنكروا هذا القول «ولو كان لبان».
وممّا قلناه يمكن الإِجابة على السؤال التّالي: أنّه ليس بين اليهود في عصرنا الحاضر من يدعي أنّ عزيراً ابن الله ولا من يعتقد بهذا الإِعتقاد، فعلام نسب
____________________________
1 ـ يراجع في هذا الشأن الميزان، ج 9، ص 253، والمنار، ج 10، ص 322.
2 ـ نور الثقلين، ج 6، ص 205، حديث طويل نقلنا خلاصته معناً لا نصاً، وإذا أردتم المزيد راجعوا المصدر المذكور.

القرآن هذا القول إِليهم؟!
وتوضيح ذلك، أنّه لا يلزم أن يكون لجميع اليهود مثل هذا الإِعتقاد، إِذ يكفي هذا القدر المسلم به، وهو أنّه في عصر نزول الآيات على النّبي محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) كان في اليهود من يعتقد بهذا الإِعتقاد، والدليل على ذلك كما نوّهنا، هو أنّه لم ينكر أيّ منهم ذلك على النّبي والشيء الوحيد الذي صدر منهم ـ وفقاً لبعض الرّوايات ـ أنّهم قالوا: إِنّ هذا اللقب «ابن الله» إِنّما هو لإِحترام عزير، وقد عجزوا عن جواب لمّا سألهم وأشكل عليهم: لم لا تجعلون هذا اللقب إِذاً لنبيّكم موسى(عليه السلام)؟!
وعلى كل حال فمتى ما نسب قول أو اعتقاد إِلى قوم ما، فلا يلزم أن يكون الجميع قد اتفّقوا على ذلك، بل يكفي أن يكون فيهم جماعة ملحوظة تذهب إِلى ذلك.
2 ـ لم يكن المسيحُ ابن اللهِ
لا ريب أن المسيحيين يعتقدون أن عيسى هو الابن الحقيقي لله، ولا يطلقون هذا الاسم إِكراماً وتشريفاً له، بل على نحو المعنى الواقعي له، وهم يصرّحون في كتبهم أن إِطلاق هذا الاسم على غير المسيح بالمعنى الواقعي غير جائز، ولاشك أنّ هذا من بدع النصارى، والمسيح لم يدّعِ مثل هذا الإِدعاء أبداً، وإِنّما كان يقول: بإنّه عبدٌّ لله، ولا معنى أساساً لأن ننسب علاقة الأبوة والبنوة الخاصّة بعالم المادة وعالم الممكنات بين الله وعباده أبداً.
3 ـ اقتباس هذه الخرافات
يقول القرآن المجيد في الآية محل البحث: أنّهم ـ أي اليهود والنصارى ـ يضاهئون ـ أي يُشبهون بانحرافاتهم ـ الذين كفروا والمشركين.
وهذا التعبير يشير إِلى أنّهم مقلّدون إِذ كانوا يعتقدون بأنّ بعض الآلهة هو إِله

الأب، وبعضها إِله الابن، وحتى أنّ بعضهم كان يعتقد بأنّ هناك إِله الأُم، وإِله الزوج، وقد لوحظت مثل هذه الافكار في جذور عقائد المشركين في الهند أو الصين أو مصرالقديمة ثمّ تسرّبت إِلى اليهود والنصارى.
وفي العصر الحاضر خَطَر عند بعض المحقّقين أن يوازن ويقارن بين ما في العهدين «التوراة والإِنجيل ومايرتبط بهما» وبين عقائد البوذيين والبرهمائيين، فاستنتجوا أن كثيراً من معارف الإِنجيل والتوراة تتطابق مع خرافات البوذيين والبرهمائيين تطابقاً ملحوظاً، حتى أنّ بعض الحكايات والقصص الموجودة في الإِنجيل هي الحكايات والقصص ذاتها الموجودة في الديانة البوذائية والبرهمائية.
وإِذا كان المفكرون توصّلوا اليوم إِلى مثل هذه الحقيقة، فإنّ القرآن أشار إِليها قبل أربعة عشر قرناً في الآية محل البحث.
4 ـ ما هو معنى (قاتلهم الله)
جملة وإِن كان معناها في الأصل أنّ الله مقاتلٌ إيّاهم وما إِلى ذلك، لكن كما يقول الطبرسي في مجمع البيان نقلا عن ابن عباس، إِن هذه الجملة كناية عن اللعنة أي أنّ الله أبعدهم عن رحمته، فهو دعاء عليهم.
وفي الآية التالية إِشارة إِلى شركهم العملي في قبال الشرك الإِعتقادي، أو بعبارة أُخرى إشارة إِلى شركهم في العبادة، إِذ تقول الآية: 
(اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم).
«الأحبار» جمع حبر، ومعناه العالم، و«الرهبان» جمع راهب وتطلق على من ترك دنياه وسكن الدير وأكبّ على العبادة.
وممّا لا شك فيه أنّ اليهود والنصارى لم يسجدوا لأحبارهم ورهبانهم، ولم يصلوا ولم يصوموا لهم، ولم يعبدوهم أبداً، لكن لما كانوا منقادين لهم بالطاعة دون قيد أو شرط، بحيث كانوا يعتقدون بوجوب تنفيذ حتى الاحكام المخالفة لحكم

الله من قبلهم، فالقرآن عبّر عن هذا التقليد الأعمى بالعبادة.
وهذا المعنى واردٌ في رواية عن الإِمامين الباقر والصادق(عليهما السلام) إِذا قالا: «أمّا والله ما صاموا لهم ولا صلّوا، ولكنّهم أحلّوا لهم حراماً وحرّموا عليهم حلالا، فاتبعوهم وعبدوهم من حيث لا يشعرون».(1)
وفي حديث آخر، أنّ عديّ بن حاتم قال: وفدت على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وكان في رقبتي صليب من الذّهب، فقال لي(صلى الله عليه وآله وسلم): يا عدي ألق هذا الصنم عن رقبتك، ففعلت ذلك، ثمّ دنوت منه فسمعته يتلو الآية 
(اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً)
 فلمّا أتم الآية قلت له: نحن لا نتّخذ أئمتنا أرباباً أبداً، فقال: «ألم يحرموا حلال الله ويحلّوا حرامه فتتبعوهم؟ فقلتُ: بلى، فقال: فهذه عبادتهم».(2)
والدليل على هذا الموضوع واضح، لأنّ التقنين خاص بالله، وليس لأحد سواه أن يحل أو يحرم للناس، أو يجعل قانوناً، والشيء الوحيد الذي يستطيع الإِنسان أن يفعله هو اكتشاف قوانين الله وتطبيقها على مصاديقها.
فبناءً على ذلك لو أقدم أحد على وضع قانون يخالف قانون الله، وقبله إِنسان آخر دون قيد أو اعتراض او استفسار فقد عبد غيرالله، وهذا بنفسه نوع من أنواع الشرك العملي، وبتعبير آخر: هو عبادة غيرالله.
ويظهر من القرائن أنّ اليهود والنصارى يرون مثل هذا الإِختيار لزعمائهم، بحيث لهم أن يغيّروا ما يرونه صالحاً بحسب نظرهم، وما يزال بعض المسيحيين يطلب العفو من القسيس فيقول له القسّ، عفوت عنك! وكان ـ منذ زمن ـ موضوع صكوك الغفران رائجاً.
وهناك لطيفة أُخرى ينبغي الإِلتفات إِليها، وهي أنّه لما كانت عبادة المسيحيين لرهبانهم تختلف عن عبادة اليهود لأحبارهم، فالمسيحيون يرون المسيح ابن الله
____________________________
1 ـ مجمع البيان، ذيل الآية ونور الثقلين، ج 2، ص 209.
2 ـ مجمع البيان، ذيل الآيه.

الأربعاء، 23 مارس 2016

وجوب تزكية النفس .....إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب

وجوب تزكية النفس


بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين الى يوم الدين 
  1. عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين الإمام علي بن أبي طالب وصي رسول الله محمد صلوات الله عليهما
  2. إلهي كفى بي عزاً أن اكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب 

وجوب تزكية النفس
الحمد لله رب العالمين، الذي خلق النفوس وسوَّاها فألهمهما فجورها وتقواها، والصلاة والسلام على خاتم أنبياء الله ورسله، المصطفى محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي بعثه سبحانه وتعالى ليتمِّم مكارم الأخلاق ويكون الفرد الأكمل من بين كل العباد، وأمرنا سبحانه وتعالى أن نتّخذه قدوة ومثالاً لنكون الأمناء والأولياء على سيرة الأنبياء عليهم السلام، فنرثهم أعمالنا لا بأقوالنا فقط، ونكون مسلمين إبراهيميين حقاً.
قال الله تعالى: 
{إنَّ أولى الناس بإبراهيم للَّذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا} .
فالأنبياء جميعاً هُذِّبت نفوسهم، وطُهِّرت قلوبهم.. وعملوا على أن يكون أتباعهم كذلك على نهجهم، فأشرفوا مباشرة وبأنفسهم على تهذيب أتباعهم وتزكيتهم وتأديبهم وتعليمهم الأخلاق العالية والأعمال السامية حتى يميّزوا على غيرهم من بني البشر. وإلا فما الفرق بين المؤمن وغيره إن كانت أعمالهم واحدة؟
وها هو رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يقف مخاطباً حبيبه أبا ذر، قائلاً: "يا أبا ذر حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فهو أهون لحسابك غداً، وزِن نفسك قبل أن توزن، وتجهز للعرض الأكبر، يوم تُعرض لا تخفى على الله خافية" .
تخيّل نفسك، أيها الأخ الكريم، لو كنت في زمن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أفلا يأمرك بالخير والبر والإحسان وحسن الخُلق والصبر وكظم الغيظ وكفِّ الأذى، والرأفة، والرحمة والحِلْم، والتواضع، والإحسان للمحتاجين، وخدمة المساكين، وحبّ المؤمنين صدقاً؟
ألا تعتقد أيها الأخ الحبيب أنك لو تشرَّفت بلقاء رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لكان نهاك عن الغضب، والرياء، والغيبة، وسوء الخلق، والتكبُّر وأفعال المنكر كلها؟
أفلا تلاحظ معي يا أخي، أن الله سبحانه وتعالى خاطب نبيه قائلاً له:
 {وإنَّك لعلى خلق عظيم} .
ولقد اختار الله هذه الصفة من النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لتخلد إلى يوم القيامة، بالرغم من أن شخصية الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم كانت كمالاً، في سائر الصفات الخُلقية.
إنَّ مسألة تهذيب النفس لا تتعلق بجماعة أو بفئة أو بطبقة، كما يعتقد البعض، أو كما يوصي بذلك أتباع بعض الأديان المشركة. بل هي تتعلق بكل فرد أسلم وجهه لله مشرّفاً باتِّباع دين الإسلام. معتزّاً بالانتماء إلى أمَّة المصطفى محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.
فلا تستغرب، يا أخي، لو علمت أن الفقهاء رضوان الله تعالى عليهم، قد أفتوا بوجوب تهذيب النفس على كل مكلَّف، ومن أصرَّ على خلاف ذلك فهو مأثوم شرعاً، مُدان أمام رب العالمين سبحانه وتعالى.
واعلم أن ليس لك فضل على أحد من المؤمنين إلا بقدر ما تقدم باكتساب الصفات الخُلقية، واجتناب المعاصي والذنوب فها هو أحد المؤمنين الملتزمين يأتي إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مستفسراً عن نوعية الإيمان المفضلة والمحببة أكثر، فيقول: "يا رسول الله، أي المؤمنين أفضلهم إيماناً؟". فيجيبه رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بقوله:
 "أحسنهم خُلُقاً".
كان الجواب حاسماً وبعيداً عن أي شبهة أو التباس، حتى لا يتفاضل المؤمنون بعضهم على البعض، بالحَسَب أو النَسَب أو المال أو القوة.. ولتكون المفاضلة بحسن الخُلُق فقط.
صلَّى الله عليك يا سيدي يا رسول الله أن هَدَيْتنا بهذا الهدي فزدتنا شرفاً وعزَّة وكرامة بين الناس، في الدنيا، وبين الأولين والآخرين في الآخرة.
صلَّى الله عليك يا رسول الله وأنت تتواضع وتعلّمنا التواضع.. فبالرغم من أنك أكمل العباد خلقاً وأعلاهم درجة، نراك تدعو الله سبحانه وتعالى ليزيدك هذا الفضل، حيث روي عنك قولك: 
"اللَّهمَّ قد حَسَنْتَ خَلْقي فحسِّن خُلُقي.. اللَّهمَّ إنِّي أسألك الصحة والعافية وحسن الخُلُق".
فلماذا لا نكرر معك هذا الدعاء؟!
ولماذا لا نسأل الله سبحانه حسن الخلق كما كنت تفعل؟.. وأنْتَ مَن أنت في العلو والرفعة والسمو... ونحن مَنْ نحن! الغارقون بذنوبنا، المستهلكون في آثامنا، الغافلون عن مصيرنا.
كيف لا نسعى لاكتساب مكارم الأخلاق التي أوصيتَ بها فنقترب رويداً رويداً من درجة الصالحين والسالكين والعارفين، فنقلّد أعمالهم ونسعى إليهم.. وقد أوصى علماء الأخلاق بذلك في بداية السفر إلى الله سبحانه!!.
فيا أخي المؤمن، إعلم أن أعمالك المختلفة التي تظنَ بها خيراً، مرتبطة في صلاحها أو فسادها بحسن الخُلق أو بسوئه، حيث روي أنَّ "سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخلُّ العسل".
تصوَّر أنَّ العسل تضرب به الأمثال، في طيب مذاقه، وحلاوة طعمه ثم يُفسد بسرعة إذا جعل فوقه القليل من الخل، وهكذا كل أعمالك، إذا داخلها سوء الخلق، كالرياء والعجب مثلاً، فإنَّها تذهب هباء منثوراً..
تصوَّر أنَّ صلاتك، وصومك، وحجَّك، وجهادك، وسائر أعمالك، مرهونة بحسن الخلق لتثاب وتؤجر عليها.. أو بسوء الخلق ليضرب بها عُرض الحائط وتكون نسياً منسيّاً.
علينا إذاً أن نتذكر أموراً ثلاثة، نستفيدها مما تقدم، حتى لا تكون هذه الكلمات حجَّة علينا بل حجَّة لنا:
أولاًإن تهذيب النفس وتزكيتها هما من دأب أنبياء الله ورسله والصالحين من عباد الله عبر التاريخ.
ثانياً: إننا بقدر ما نتقدم في هذه المقامات بقدر ما نقترب من رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم الذي 
ما بعث إلا ليتمم مكارم الأخلاق.
ثالثاًإن كل أعمالنا في الدنيا يرتهن ثوابها في الآخرة بانتهاج هذا المنهج وسلوك هذا المسلك.
"اللَّهمَّ صلِّ على محمد وآله وبلّغ إيماني أكمل الإيمان، واجعل يقيني أفضل اليقين، وانته بنيتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الأعمال، اللَّهمَّ وفِّر بلطفك نيّتي، وصحح بما عندك يقيني، واستصلح بقدرتك ما فسدَ منِّي، اللَّهمَّ صلِّ على محمد وآله واكفني ما يشغلُني الاهتمام به واستعمِلني بما تسألني غداً عنه، واستفرغ أيَّامي فيما خلقتني له وأغنني وأوسع عليَّ في رزقك ولا تفتنّي بالنظر، وأعزَّني، ولا تبتليني بالكِبر، وعبدني لك، ولا تُفسد عبادتي بالعجب، وأجر للناس على يدي الخير، ولا تمحقه بالمن، وهب لي معالي الأخلاق واعصمني من الفخر، اللَّهمَّ صلِّ على محمد وآله ولا ترفعني في الناس درجة إلاَّ حططتني عند نفسي مثلها، ولا تُحدث لي عزّاً ظاهراً إلاَّ أحدثت لي ذلَّة باطنة عند نفسي بقدرها..".

كيف نعرف عيوب أنفسنا
لا بدَّ لنا أخي القارىء من معرفة عيوب أنفسنا حتى نبدأ بعلاجها لأن الداء إذا عُرف، عرف الدواء.
وبما أن تهذيب النفس وتزكيتها واجب على كل إنسان، فلا مفر له من أن يقوم بالتفتيش عن طرق معرفة عيوب النفس ونقاط ضعفها، وفي هذا المجال يذكر علماء الأخلاق سبلاً ثلاثة نستطيع من خلالها أن ندد بدقّة عيوب أنفسنا.
هذه الطرق الثلاث من السهل أن نتعلّمها، ولكن العلم في مثل هذه الأمور فقط، لا يكفي إن لم يكن هناك قرار حاسم وجازم في الأخذ بها، ولأن إهمالها سيؤدي إلى استفحال أمراض النفس وأهوائها.. وبالتالي يكون الهلاك الأبدي، لأن هناك الروح أشد وأفدح من هلاك الجسد.
إن هلاك الجسد فيه خسارة الدنيا فقط، أما هلاك الروح ففيه خسارة الدنيا والآخرة واستحقاق العذاب الدائم والفراق الأليم، الذي يصفه أمير المؤمنين عليه السلام في دعاء كميل بقوله: "فهبني صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك؟!".
فمرض النفس وانحرافها أشد إيلاماً من مرض الجسد ووجعه، كما هو واضح من خلال مشاكلنا وهمومنا اليومية.
وهل يمكن لنا جميعاً أن نتيعها ونأخذ بها أم هي بمقدور بعضنا فقط؟!
الحق يقال: إنَّنا جميعاً بحاجة لمعرفة هذه الطرق التي نستطيع أن نطبقها إذا أردنا ذلك وأخلصنا النيَّة لله تعالى. وهذه الطرق هي:
أولاً: أن يتخذ الواحد منَّا أخاً مراقباً لأعماله، صادقاً، ورعاً، مخلصاً، متبصّراً في أمور الدين، حريصاً على رضى الله سبحانه، لا يتملّقه ولا يداريه، وذلك ليدله على عيوبه.
ثانياً: أن نتخذ قدوة لنا نتبعه في سائر أعمالنا: حركاته وسكناته إذا توفر لنا ذلك، وإن كان من الصعب وجود مثل هذا النموذج بسهولة بحسب الأمكنة والأزمنة والتوفيق.
ثالثاً: أن ننظر إلى عيوب الناس التي ننتقدهم من أجلها. ولا نريدها لهم، فمن باب أولى أن لا نرضى هذه الأمور لأنفسنا أيضاً كما لا نرتضيها لغيرنا.
إن الطريقة الأولى التي نكتشف بها عيوبنا الخُلُقية، هي أن يتخذ كل واحد منَّا أحد إخوانه أو أصدقائه، كرقيب وناصح له بكل جدّية وإخلاص، ليذكر له عاداته السيّئة وأعماله القبيحة وتصرّفاته أو كلماته المنبوذة، ويشير إليها لا تشفّياً أو شماتة، بل حبّاً وحرصاً عليه وعلى دنياه وآخرته، وسمعة الدين وصيت المؤمنين.
ولا شك أنَّ هذا الأخ الذي نريد أن نختاره في هذا الموضع الهام والخطير، يجب أن تتوافر فيه صفات التديّن والصدق والورع والتقى والإخلاص وعدم المجاملة والخوف من إظهار الحق.. لأن الذي يحبّك صدقاً هو الذي لو رأى عقرباً في ثيابك لدلّضك عليه حتى لا يؤذيك، وليس من الحب والإخلاص أن يسكت عن ذلك ليوقع بك الأذيَّة، فكيف يا ترى لو كان العقرب سينال من نفسك وروحك وطهارتك وعبادتك؟ لا شك أن الخطورة عندها تكون أعظم وأكثر هولاً.
ومن الأفضل أن يكون هذا الأخ المؤمن ممن عرفك منذ مدة طويلة، كسنوات مثلاً، وكلما كانت أطول كانت أفضل، حتى يكون أبصر بتصرفاتك، وأعمالك وطريقة عيشك وتعاملك مع الآخرين.
وعليك أن تظهر له بصدق أنك تودّ الاستماع إلى ملاحظاته وتنبيهاته بلا تذمّر ولا حذر، وإذا ما دلَّك إلى شيء منها عليك أن تشكره شكراً صادقاً على ما أرشدك إليه، بعد أن تشكر الله سبحانه وتعالى أن سخَّر لك عبداً من عبيده ليكون عيناً ساهرة عليك، يذكِّرك إذا نسيت، ويوقظك إذا سهوت، وينبّهك إذا انحرفت، ويقوِّم اعوجاجك إذا رأى فيكَ اعوجاجاً.
ونتذكر هنا الرواية المباركة التي تقول: "رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي".
وهذا الأسلوب، من أفضل الأساليب الناجحة والمجرّبة لمعرفة عيوب النفس وعوراتها. وهنيئاً لمن كان له صديق كهذا الصديق.
أمَّا الطريقة الثانية التي نكتشف بها عيوبنا الخُلُقية فهي أن نتّخذ قدوة لنا وأسوة حسنة، نتبعه في حركاته وسكناته وقيامه وقعوده وكيفية مأكله ومشربه وملبسه ومنامه وكلماته وجلساته وصلواته وتعقيباته وسائر أعماله. وهذه القدوة يمكن أن تكون شيخاً أو عالماً أو مؤمناً أو جاراً صالحاً.. نشأ وترعرع وتربى وعرف واشتهر بالخير والصلاح بين القوم وفي منطقته... وهؤلاء عادة إذا توفروا فمن عادتهم أنهم لا يتحركون إلا طبق السنن والروايات التي وردت عن أنبياء الله سبحانه والمعصومين عليهم السلام.
وينصح علماء الأخلاق في هذا المجال بالتفتيش عن هذه النوعية من البشر وإن أضناك البحث إلا أن الفوز بواحد منهم تَتْبعه، يكون لك شيخاً أو مريداً أو أستاذاً، فيه خير الأولى والآخرة..
وورد في بعض النصوص أنهم أكثر ندرة من الكبريت الأحمر، إشارة إلى قلَّة وجودهم.
إنَّ هذه الطريقة من أكثر الطرق تأثيراً واختصاراً، في تهذيب النفس، لأنك ترى أمامك نموذجاً متحركاً فتقلّده تقليداً، وتكتسب منه بسرعة: كيف يصلّي، كيف يسجد، كيف يأكل، كيف يتحدَّث.. كيف ينام، الخ..
ولعلَّك تحظى بلقاء مختصر مع واحد من هؤلاء ولدقائق معدودة، ولكن يكون له التأثير البالغ في مجرى حياتك.. فكم من الصالحين الذين ما زالت ألسنُ آبائنا وأمّهاتنا تذكر مقدار ورعهم، وعظيم احيتاطهم، ومدى حرصهم على أمر الدين، وأخذهم بأمور الآخرة، واتباعهم سبيل الزهد.
كم من آبائنا وأمّهاتنا يذكرون لنا قصصاً عن الشيخ أو السيِّد أو الحاج الفلاني، وطريقة حياتهم، فترى أن أعمالهم موجودة وإن كانت أجسامهم مفقودة.
وتصوَّر نفسك لو حظيت مثلاً، بلقاء الإمام الخميني أعلى الله مقامه، لمدة عشر دقائق أو رافقته في سفر معيَّن، أو التقيتما صدفة في حجّ أو زيارة.. ألا تعتقد أن هذه المدة، مهما كانت قصيرة، لها تمام التأثير على حياتك، وأنك ما زلت تذكرها وتذكر بركاتها حتى الآن؟
فهنيئاً لمن وفّقه الله لللالتقاء بواحد من هؤلاء أو من يقرب من درجاتهم هنيئاً لمن تشرّف بلقاء ومعايشة: ا لسيد ابن طاووس أو السيد بحر العلوم، أو المقدس الأردبيلي، أو ملكي تبريزي، أو السيد الطباطبائي، أعلى الله مقامهم، ونشر في الجنان أعلامهم، وحشرهم مع الأحبّة محمد وآل محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.
وتبقى الطريقة الثالثة التي نكتشف بها عيوبنا الخلقية ألا وهي أن نرى العيوب التي تنتشر بين الناس، فنتجنّبها لأننا نكرهها لهم، فالأحرى أن نكرهها لأنفسنا. فالعيوب التي تصيب نفوسنا هي نفسها التي تصيب سائر الناس، لأن النفوس البشرية، والأهواء والشهوات واحدة، والكل منَّا ترغب نفسه الأمَّارة بالسوء بحب الدنيا والمال والرئاسة، والكل مهيّأ لأن يدخله الشيطان من باب الرياء أو العجب أو التكبُّر أو المال أو الجاه.
فأنت مثلاً ترى في بعض الناس أنهم كثيرو الكلام والثرثرة، فلماذا تتكلم كثيراً!...؟!! وتراهم أنانيين، فلماذا تكون أنانياً؟ وتنتقدهم لجبنهم أو لغيبتهم أو لريائهم أو لتكبرهم.. فلماذا تكون أنت كذلك؟!!
لماذا ترى عيوبهم ولا ترى العيوب ذاتها في نفسك، فترى القشَّة في عين أخيك ولا ترى الجذع في عينك، فمثلك إذاً كمثل الطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل. فعليك أن تجتنب كل ما تراه مذموماً من أخلاق الناس.. وهذه الطريقة هي طريقة سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام في تأديب نفسه وتهذيبها. حيث سئل عليه السلام: "يا عيسى من أدّبك؟". فقال عليه السلام: "ما أدَّبني أحد. رأيت جهل الجاهل فجانَبْته".
فعلينا بتأديب أنفسنا قبل تأديب وانتقاد غيرنا، فلعلَّ عندنا ما هو أسوأ وأخطر ممَّا عند الآخرين.
ولقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى ذلك في نهج البلاغة بقوله: "وكفى أدباً لنفسك، تجنّبك ما كرهته لغيرك".
".. إلهي إليك أشكو نفساً بالسوء أمَّارة، وإلى الخطيئة مبادرة، وبمعاصيك مولعة، ولسخطك متعرضة، تسلك بي مسالك المهالك. وتجعلني عندك أهون هالك، كثيرة العلل، طويلة الأمل.." .
وفي الختام: علينا أن نحذر الصفات المذمومة التي يجب أن نتخلص منها: إن كان بمساعدة أخ صديق، أو من خلال قدوة نتبعها، أو من خلال اجتناب ما نكره من صفات عند الناس..
كما علينا أن نعرف الحق فنتّبعه، وأن نعرف الباطل فنجتنبه.. فمن رحمة الله سبحانه علينا أن دلنا وأرشدنا إلى ما تقدم. فقد ورد في رواية مباركة: "إذا أراد الله بعبد خيراً بصره عيوب نفسه".
فهل يا ترى سنوفق لمعرفة عيوب أنفسنا، وهل سنتشرف بتطهير قلوبنا، وتصفية نفوسنا فنحظى بنظرة ربَّانية إليها..
وهل ننصت إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقول:
"قلوب العباد الطاهرة، مواضع نظر الله، فمن طهّر قلبه نظر إليه".
اللهم صلّ على محمد وآل محمد

واجعلني لأنعامك من الشاكرين وللآلائك من الذاكرين 

الحوار الواعي مع طفلك



الحوار الواعي مع طفلك


1- الحوار الواعي مع طفلك يستغرق ١٠-١٥ ينتهي بفائدة ونتيجة
الجدال العابث مع طفلك يستغرق ساعات وأكثر ويستمر بدون فائدة ولا نتيجة

٢- الحوار الواعي مع طفلك يمنحكما راحة البال ويعزز من تواصلكما النفسي
الجدال العابث مع طفلك يثير فضول القلق بينكما ويباعد من تواصلكما النفسي

٣- الحوار الواعي مع طفلك يسهم في جودة البناء النفسي لشخصيته
الجدال العابث مع طفلك يهلك التفاصيل الجميلة من البناء النفسي لشخصيته

٤- الحوار الواعي مع طفلك يمنحه فرصاً رائعة ليتعلم منك مهارات التواصل والتفاعل والتفاوض الإيجابية والجدال العابث يكسبه فوضى سلوكية

٥- مع الحوار الواعي مع طفلك تقل مشاكله السلوكية ويصبح أكثر مرونة
مع الجدال العابث مع طفلك تزداد مشاكله السلوكية ويصبح أكثر صلافة

٦- مع الحوار الواعي مع طفلك يتعلم منك طرق تفاعل فعالة ويمارسها في حياته
مع الجدال العابث مع طفلك يتعلم منك طفلك سلوكيات الغضب والسب والشتم

٧- الحوار الواعي مع طفلك خبرة باسمة تستقر في مناطق الفرح من ذاكرته 
الجدال العابث مع طفلك خبرة سلبية تستقر في مناطق الألم من ذاكرته.

مقال عن التربيه



مقال عن التربيه

يا لثارات الحسين




#مقال_اليوم
يقول أحد الآباء :
كنا نجتمع دوماً في بيت والدي كل يوم جمعة ، وكنت أذهب مع زوجتي وأبنائي وكذلك يفعل إخوتي 
وفي هذا اللقاء العائلي الجميل لا بد وأن تحدث من الأطفال بعض الأخطاء
وكنت حريصاً أن يظهر أبنائي بالمظهر اللائق
لكن ابني ذا العشر سنوات كان كثير المشاكل
فكنت أعاتبه أمام الجميع إذا أخطأ وأحيانا أضربه أمامهم
وكان عناده يزدادكل مرة عن التي قبلها 
وتكررت المشكلات بسبب ابني 
لدرجة أن والدي "جده" قال لي أمامه عندما تأتي لزيارتنا لا تحضره معك
هذه الكلمة كانت سبباً لحزني وغضبي وفجرت البركان في داخلي فضربته فور عودتنا الى البيت 
في اليوم التالي جلست أفكر :
الأولاد كلهم هناك يلعبون ويخطئون فلماذا يبدو للجميع أن ابني هو أسوء الحضور ؟؟؟
ماالذي يزيد أخطاءه ويظهرها بتلك الطريقة الغير لائقة ؟؟
وبعد تفكير ومراجعة للأحداث اكتشفت أنني السبب حيث ارتكبت معه خطأين :
الأول عندما نكون هناك أحرص دوماً أن يظهر بلا أخطاء فتكون عيني عليه دوماً ترصد تحركاته وتصحح تصرفاته وأنصحه أمام الجميع أولاً بأول 
وأصرخ في وجهه وقد اضربه ليكون مؤدباً هادئاً
وهذا ما لا يفعله باقي إخوتي مع أبنائهم وتلك الطريقة هي التي جعلت عيوب ابني تظهر أكثر من غيره وجعلته يعاندني أكثر فأكثر
الثاني أنني أشعر دوماُ أنه سيء وكلما اشتكى منه أحدهم أصدقه وأعاقب ابني دون أن أترك له فرصة ليدافع عن نفسه ..
طبعا فهو المشاغب والمزعج دائماً !!!!!!
وقررت أن أصحح ما أفسدت يداي فناديت على ابني وقلت له
إنني لا أريد الذهاب الى بيت جدك وحدي فلن يكون للزيارة طعم من دونك
وأنا متأكد أنك ولد جيد و ستكون هناك أفضل
فتعال نفكر معاً كيف يعرف الآخرون مافيك من خير ..
وكم فرح المسكين لكلماتي ولمعت عيناه وبدأ يفكر معي ..
ووصلنا للأفكار التالية 
_ نذهب في الزيارة القادمة لفترة خمس دقائق فقط يقدم فيها هدية لجده ولجدته ويعتذر عما فعله في الزيارات السابقة 
_ الزيارة الثانية يقوم فيها بمساعدة جدته في شيء ما (المطبخ ,, تنظيف مكان ,,حمل اطباق ) لوقت قصير وأنا أثني عليه أمام الجميع .
_الزيارة التي تليها يأخذ حلوى بسيطة ويوزعها على الأطفال أبناء عمومته 
واتفقنا على إشارة سرية بيني وبينه أقوم بها لينتبه الى ما وقع فيه من خطأ
أو أنادي عليه وأهمس في أذنه بما أريد ،ولا أحرجه أمام أحد بتوبيخ أو تعنيف 
وطبعا كنت أكافئه في طريق عودتنا على كل فعل جيد يفعله هناك وبعد تطبيق الخطة وتكرار بعض بنودها تغيرت الاحوال واصبح ابني خلال الزيارات الاسبوعيه_ بشهادة الجميع _أفضل أبناء العائلة أدباً وطاعة
مما قرأت في #كتاب بالحب نربي أبناءنا للكاتب الدكتور عبدالله عبد المعطي
كتاب ممتع وبسيط ومفيد